طاحونة هواء هولندية تجمع الغرافيك والنحت والرسم
> <لاهاي – صلاح حسن الحياة - 22/01/09//
افتتح الفنانون الثلاثة خودو سبرناكس وياكو بوتر )من هولندا( وفاضل نعمة )من العراق(، معرضا ً في مدينة فاسنار التي يقطنها أكثر الأثرياء في هولندا، يســتمر حتى الخامــس عشر من شــباط )فــبراير( المقبل. اللافت في المعرض إضافة الى التقنيات الجديدة، هو مكان العرض الذي اختاره الثلاثة في طاحونة هواء مبنية في القرن الثامن عشر، تحولت إلى غاليري اسمه »بيانكا دي مولن« قبل عــشر ســنوات، بعد ترمــيمها.
أعمال النحات خودو سبرناكس قاربت العشرين، غلبت عليها الواقعية والأكاديمية، وركـّزت على جسد الإنسان والحيوان
بوضعيات متحركة ومختلفة نابضة بالحيوية. استخدم فيها تقنيات معالجة بطريقة جديدة على رغم التشابه في مواضيعها وأحيانا ً أحجامها، إلا أنها برهنت عن انه فنان محترف ومتمكن من المادة التي يعمل عليها خصوصا ً الأعمال المنفذة بمادة الحجر الذي يتطلب جهدا ً وقدرة إضافيين لإظهار التفاصيل الصغيرة في حركات الجسد.
الأعمال ذات الأحجام الكبيرة كانت مشغولة بالبرونز المفرغ وتصور أجساد نــساء بالــحجم الطبيعي، بينما كانت الأعمال الصغيرة مشغولة بالحجر والنحاس وتصور خيولا ً وأجزاء صغيرة من الجسم البشري تتمتع بحركة قوية وديناميكية وتختصر بعض التفاصيل الصغيرة في حركة الجسد.
درس خودو مادة النحت في إحدى المدن الهولندية وله أعمال متــعددة في إقــليم الجنوب الهولندي ويعد من الفنانين المهمين في بلاده، لتعدد مشاركاته واختلاف أعماله وميزته كفنان منفرد. وعرف عن الفن الهولندي الرسم والحفر وليس النحت، ولا يتجاوز عدد النحاتين الهولنديين الجيدين عدد أصابع اليد الواحدة.
أما ياكو بوتر الذي اشتغل على تقنية الـ »ديجتال كولاج«، وعلى التصميم الغرافيكي، فجاءت أعماله بالأسود والأبيض بأحجام كبيرة نوعا ما، تحت ثيمة الحوافز الحديثة لعوالم سحرية وواقعية استمدها من المدرسة الحديثة لفن الغرافيك الذي بدأ ينتشر بسرعة في الآونة الأخيرة في مجالات الإعلام والسينما والتلفزيون وغيرها من الوسائل البصرية. أعمال ياكو المشغولة بدقة ودراية وبمخيلة فنان محترف نالت إعجاب الناقد الهولندي هنك دي خريف الذي قدم الفنانين للجمهور الذي ملأ قاعة العرض.
وتميـّزت أعمال العراقي فاضل نعمة الثلاثة عشر بتقنيات مختلفة منها الرسم بالزيت على القماش والكولاج ومواد اخرى، مستخدما ً تقنيات ومعالجات متعددة لأنه يعتقد أن الحياة ملوءة بكل أشكال التعبير والتأمل. وهو يرى الأشكال والألــوان والــخطوط في كل مــكان، محو ّلا ً إياها إلى صور مختزلة وواضعا ً إياها في أماكنها الخاصة بها تحديدا ً.
أعمال الفنان الأخرى كانت من الغرافيك الذي اشتغل عليه منذ فترة طويلة وما زال يدرسه لمعرفة اسراره التي يكتشف منها الكثير كلما انتج عملا ً سواء كان بتقنية الـ »سلك سكرين« او الحفر او الطباعة الحجرية. وعرض نعمة تسعة أعمال غرافيكية بتقنية الحفر على الزنك والـ »سلك سكرين« بتقنية ورؤية جديدتين، ادخل فيهما رموزا ً ومقاطع من الخط العربي ونماذج من صحف واشكالا ً لإعلانات الشارع، مكونا ً نسيجا ً رائعا ً. المعرض كان فرصة للمــشاهد للاطلاع على ثلاثة معارض مختلفة في مكان واحد لفنانين لديهم رؤى مغايرة ويعملون على مواد شديدة التباين. لكنهم في النهاية كما قــال الــناقد هــنك دي خــريف، »من خــلال هذا الاخــتلاف يــظـــهرون القيمة الجمالية لما هو مغاير وجديد ومختلف، وذو